اقوال محمد جلال كشك
محمد جلال كشك مفكر من المفكرين المصرين، ولد المفكر جمال كشك في سنة 1929، ولد في مدينة صغيرة يطلق عليها مراغة وهي تتواجد في منطقة شمال الصعيد، وكان والده يعمل في تلك الوقت قاضيًا، حيث التحق بجميع مراحل تعليمة في القاهرة الكبرى، وفي كبره التحق بجامعة التجارة في القاهرة.
اقتباسات محمد جلال كشك
ركوب السيارة المستوردة ليس تقدما للمجتمع الذي يستوردها، إنما التقدم هو صنع دراجة.
“الاشتراكية بمعنى أن تكون الثروة من حق المجموع كله، له الولاية عليها وله خيراتها..بروح التعاطف والتآخي..الاشتراكية بهذا المفهوم، هي ظاهرة طبيعية جدا، ومتواضعة جدا في حضارتنا الاسلامية. أما محاولة ادخال كل حضارتنا في الاشتراكية فنوع من خداع البصر، كمن يضع القرش أمام عينه فلا يرى الشمس، ويزعم أن القرش أكبر من الشمس!”
“المجتمع المُغرَّب ، هو ذلك المجتمع الذي تزدحم طرقاته بأفخر وأحدث السيارات المستوردة، وتضم مدنه أفخم دور عرض الأفلام المستوردة، ويرتدي أهله أحدث المنسوجات المستوردة، وعلى أحدث الموضات الغربية، ويثرثر مثقفوه في قاعات -مكيفة بأجهزة أمريكية أو روسية- في مشاكل المجتمع الغربي وآلامه، ويملأون صفحات من ورق مستورد تطبع بحبر مستورد وبآلات مستوردة، حول قضايا الوجودية ومسرح اللامعقول، والجنس الجماعي، وتطور حركة الهيبيز، على بعد خطوات من كهوف مواطنيهم حيث البلهارسيا والكوليرا والتراخوما، وكل تراكمات التخلف منذ القرن السابع عشر”
“و الحقيقة أن هذه القضية: مسايرة العصر و الإحتفاظ بالدين و التقاليد…هي وحدة لا تتجزأ. و لقد أدركت النخبة منذ زمن مبكر. و لو أنها لم تستطع أن تحول علمها إلى عمل لأسباب عديدة، أدركت هذه النخبة، أن الحفاظ على الدين و التقاليد هو الطريق الوحيد أمام الشعوب الإسلامية لكي تحقق التجديد و التحديث، و أدركت فى نفس الوقت أن التمدين الذي يدعوها إليه الغرب هو عملية إعادة تنظيم المجتمعات الإسلامية، لكي تصبح أكثر قابلية للاستعمار الغربي، و أكثر قابلية لعملية الامتصاص. لأنها بالتغريب تصبح أكثر تقبلاً لإدارته لها. إن غلي النبات و شواء اللحم يجعله أكثر تحضراً و لكن لمصلحة الذي يلتهمه!”
“هذه هى بإختصار قصة الأسلحة السوفيتية : الدبابات تهدر في شوارع القاهرة ، و تغطي سماء القاهرة طائرات الميج و قاذفات اللهب. و لم تهدر دبابة واحدة في شوارع فلسطين المحتلة.. واحدة! .. خلال 25 سنة من شراء السلاح السوفيتي فوق مدينة إسرائيلية واحدة .. واحدة.
لم تخترق طائرة مصرية واحدة .. واحدة المجال الجوي الإسرائيلي و لو خطأ! كله للإستعراض في شوارع القاهرة و سماء القاهرة ..كله من أجل أن “تنبهر” الجماهير فلا تفكر ، حتى تنتقل من الإنبهار بالتسليح الحديث لجيشها الثوري إلى الذهول من هزيمة هذا الجيش أمام العدو القومي.
تزغرد النساء فيختفي نحيب و صراخ و احتجاج الجنود و المواطنين الذين قتلوا في الاعتدائات الإسرائيلية المتكررة و ستقلب هذه الزغاريد بعد 4 شهور ليس إلا ، إلى نحيب و أسى و ارتياع في بيوت جنودنا القتلى و الأسرى و المفقودين في المعركة 1956 و سيتأثر العرب و يهرعون للاشتراك في “الاستعراض” في شوارع القاهرة ، فإذا جد الجد و جاءت الحرب ، سيطلب منهم عبد الناصر عدم التدخل ، و يبقى ذلك اللغز الحائر الذي لا يفسره مفتي الناصرية و لا الدراويش.”
“لا يوجد في الجنه او النار شر ولا خير.. لأن الشر والخير هو بما يعود عليك بنتيجة العمل ، وهذه غير متاحة في عالم الخلود ، فلا شئ يضرك ولا تستطيع الاضرار بأحد، فكيف يكون الفعل شريرا ؟؟! وبالتالي فلا خير وإنما هناك لذيذ وألذ”
“و قد أعفى “مؤلف” التاريخ (يقصد هيكل) قراءه العرب من حكاية اتصال عبد الناصر بهيكل عقب وصول أنباء الإجتياح الإسرائيلي لسيناء ، و حسناً فعل و إلا فإن مستشفيات مصر كلها لم تكن كافية لعلاج حالات الضغط و السكر و لكنه للأسف نشر هذه الفضيحة في الطبعة الإنجليزية ……..
قال : حولت لي مكالمة من ناصر على الفندق ” الإسرائيليون في سيناء و يبدو أنهم يحاربون الرمال ، لأنهم يحتلون موقعاً خالياً بعد موقع ، إننا نراقب ما يجري عن كثب ، و يبدو لنا كما لو أن كل ما يريدونه هو إثارة عاصفة رمال في الصحراء ، لا نستطيع أن ندرك ما يجري ، أقترح أنك تأتي”
يأتي أو لا يأتي.
و الله لولا أننا لا نشك بعد في وطنية عبد الناصر ، و لا نثق إطلاقاً في رواية هيكل لظننا أنها مكالمة بين جاسوسين إسرائيليين يتبادلان التهاني ” اليهود في سيناء … لا أحد يقف في طريقهم ، المواقع تقع في أيديهم واحداً بعد الآخر بلا نقطة دم … خالية … إنهم يحاربون الرمال بعد أن سحبنا لهم رجالنا … تعال بسرعة ! “
ألا يعرف زعيم مصر و الذي كان عسكرياً ماذا يريد الإسرائيليون في سيناء .. و لا يفهم لماذا يستولون على المواقع الخالية؟! و ما ذنب اليهود إذا كانت المواقع قد تركت بلا مدافعين .. هل هم من المسلمين الاتقياء لا يدخلون موقعاً حتى يستأذنوا؟! و لا يدخلون موقعاً ليس مسكوناً؟!
هذا هو هيكل
مؤرخ زمن القحط.
فتعالوا نرى ماذا أرخ .. قُتل كيف أرخ!”
“المجتمع الذي يعيش بروح الجهاد، و يستعد له لا يمكن أن ينقسم على نفسه، لا يمكن أن تمزقه أحقاد طبقية أو انانيات فردية، فليس أقوى من وحدة الدم.
هذا المجتمع، يستحيل على أي قوة داخلية أن تستبد به، هو أيضا، في عملية نمو حضارية دائمة، بسبب روح الجهاد التي تسيطر عليه و التي تحتم عليه أن يكون متفوقا حضاريا، بكل ما يعنيه التفوق الحضاري تكنولوجيا و اجتماعيا.
هذا المجتمع “المجاهد” القوي، المتفوق، قد يخلق بين أفراده اغراء بالتوسع. فان القزة تغري دائما باستخدامها، و القدرة تخلق امكانية استغلالها.
لذلك كان هذا التحديد القاطع لطبيعة الجهاد بانه ما كان إلا في سبيل الله و لأعلاء كلمته. فالمسلم يعلم ان القتال لأي هدف، الا لاعلاء كلمةالله، فهو قتال من أجل ما استهدفه، و ليس جهادا و لا يثاب المسلم عليه ثواب المجاهدين”
“كان رفض الوجود الغربي على أرضنا، رفضاً عاما شاملاً و عنيفاً، و كان لابد أن تُصفى قيادة الأزهر، لا عن طريق احتلاله بالخيل، و لا بتسمير أبوابه، بل بتسمير باب قيادته الفكرية للأمة، بتغريب المجتمع من حوله حتى تقطع جذوره أو تذوى، و يبدو نشازاً متخلفاً، بل و يصبح رمزاً للتخلف، و مثار السخرية و التندر”
“والمشكله الحاليه التي نواجهها .. هى محاولة ادخال واقعنا العربي في القالب الغربي للقومية .. محاولة الحركات السياسية ان تثبت شرعيتها بالحصول على مطابقة لاهدافها بموجب التعريفات والنظريات الاوربية , فقد استوردنا القومية العربية , او بمعنى اصح مواصفاتها من الخارج وفشلت محاولات ((تركيبها)) محليا .”
“( جري علي الناس مالم يسطر في كتاب و لم يكن لاحد في حساب .. ولا يمكن الوقوف علي كلياته فضلا عن جزئياته منها عدم النوم ليلا و نهارا و عدم الطمأنينه و غلو الاقوات و توقع الهلاك في كل لحظه و التكليف بما لا يطاق و مغالبة الجهلاء علي العقلاء و تطاول السفهاء علي الرؤساء و تهور العامه و لفظ الحرافيش و غير ذلك مما لا يمكن حصره!”
“ولا يفوتنا ان نستنكر سيطرة الدهماء وهي النتيجه المحتومه..فكلما طال القتال الشعبي , ضعفت قبضة القيادات التقليديه و زادت سيطرة الجماهير و قطاعاتها الاشد تطرفا بالذات – خاصة اذا كانت قطاعات واسعه في القياده ترغب بالنجاة بنفسها و التسليم! )”
“لقد استوردنا نظرية القومية من اوربا .. لانه خلال سيطرة الغرب علينا استطاع ان يحول تجاربة الى قوانين عامه للجنس البشري .”
“الثورة الفرنسية التي يتغنون بها، هي التي قتلت و أحرقت و أعدمت على الخازوق في مصر في سنواتها الأولى، وليس بعد تحولها إلى الاستعمار كما يحلل الماركسيون.
ثوار باريس الذين خرجوا من خلف المتاريس بعد اسقاط شارل العاشر، هم الذين ذهبوا إلى الجزائر ففتكوا بأهلها.
الحضارة الغربية لا تعترف بأن الأجناس الأخرى بشر مثلهم.”
“و حتى يومنا هذا مازالت العامة تشكو من عدم اسعاف الدهر, رغم ما يبدو لهم, و كأنهم قد بذلوا كل جهد ممكن لاستعجال هذا الاسعاف و توفير شروطه”
“ركوب السيارة المستوردة ليس تقدما للمجتمع الذي يستوردها، إنما التقدم هو صنع دراجة.”
“لابد من رفض التغريب، بل نزعم أنه بقدر الإصرار و النجاح فى رفض التغريب، يكون النجاح فى تحقيق التحديث”
“ولكن العجيب حقا من شيوعى أو ((ثوري)) يستنكر ((الجهاد)) !! فهو يبيح لنفسه أن يؤمن بالثورة العالمية، ويقدس غيفار لأنه لم يعترف بحدود ولا وطن وذهب يهدى شعب فنزويلا إلى ((الحق)) الذى جاء به ماركس! ولكنه يأبى علينا أن نجاهد من أجل اعلاء كلمة الله!”
“رغم كل البيانات و المنشورات و التحليلات التي صاحبت و أعقبت الحملة الفرنسية (إلى يومنا هذا) … فإن نابليون كان صريحا و واضحا في تحديد مهمته في مصر، عندما قال: “سأستعمر مصر”! “سأستعمر مصر، و أستورد الفنانين و العمال من جميع الأنواع و النساء الممثلين. إن ست سنوات تكفيني للذهاب إلى الهند لو سارت الأمور سيرا طيبا”
و لو سارت الأمور سيرا طيبا و حتى دون الوصول إلى الهند، لكان نابليون قد استورد المزيد من العمال و النساء .. ثم الفلاحين. و لكانت مصر قد واجهت مشكلة معمرين أعرق من مشكلة الجزائر بثلث قرن. و هذا المخطط للاستعمار البشري لمصر تحدث عنه نابليون صراحة في مذكراته في “سانت هيلانه”، و هو يتحدث عن أحلامه في مصر. و ما يمكن أن يحدث فيها من رخاء و تقدم بفضل ضبط مياه النيل و تضاعف عدد السكان أربع مرات بفعل المهاجرين الكثيرين من “اليونان و فرنسا و إيطاليا و بولنده و ألمانيا”.”
“وعلى طول الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة، كان جنود الراية مثلثة الألوان يواصلون مهمتهم التعليمية و رسالتهم التحضيرية!
“يقول الجاويش فرانسوا: إن قرية رفضت إمداد الفرنسيين بالبضائع التي طلبوها فضُرِب أهلها بحد السيف و أُحرِقت بالنار، و ذُبح و أُحِرق ٩٠٠ رجل و امرأة و طفل، ليكونوا عبرة لشعب همجي نصف متوحش.”
“الجبرتي كممثل للنخبه لا يتقبل الثورات بنفس راضيه و لكنه مع الجهاد ضد اي احتلال.. و هو ضد سيطرة العامه “ضد الفتنه” و بالاكثر ضد اثارتها و العجز عنها ) -”
“ومن العسير على النفس حقًا، أن تناقش نظرية تجعل احتلال مصر بداية تاريخها الديموقراطي (( فكرًا وتنظيمًا )).. ما من أمة ترضى أن تُمتهن كرامتها ويُشوه تاريخُها على هذا النحو .. وأي سم يترسب في عقول الجيل الناشئ، عندما يُلقن أن الاحتلال – بعكس ما يُقال – هو الذي حمل الديموقراطية إلى مصر فكرًت وتنظيمًا .. وأن المشاركة في الحكم لم يكن لها أي جذور في تاريخنا لا فكرًا ولا ممارسةً ؟!”
“الخلاف حول تفسير التاريخ ليس ظاهرة ترف، ولا هو مجرد خلاف حول تفسير الماضي، بل هو في الدرجة الأولى خلاف حول الطريق إلى المستقبل…و الأمم دائما تهرع إلى تاريخها، فى لحظات محنتها – تستمد منه الإلهام و الدعم النفسي، بينما يلجأ خصومها دائماً إلى تزييف التاريخ و تشويهه لتضليل الحاضر و إفساد الطريق إلى المستقبل”
“إن الأمة التي تُلقن أنها بحاجة لتعلم آداب المائدة من عدوها هي أمة فقدت احترامها لنفسها”
“كان المماليك قد اكتشفوا و استفادوا من صفة اساسية في تحركات شعبنا, هي الانفعالية و انعدام التنظيم الذي يتابع المقاومة .. لذلك كان اجتهادهم دائما, هو صرف الجماهير المنفعلة و “تبريد” القضية. فاذا ما انصرفت الجماهير, صعب – ان لم نقل استحال – تحريكها مرة اخرى. لذلك كان القصاص الرادع هو ما تنزله العامة قبل ان تبرد القضية”
“كان الإسلام يمثل الرفض الغريزي من جانب الجماهير للغزاة الأجانب الذين يهددون وجودنا الحضاري، و مستقبلنا ، و مصالحنا. و كان يتمثل أيضا في القيادة المثقفة للأمة. أى في شيوخها و تجارها و أعيانها ( و هى القوى التي صفاها محمد علي ، بإصلاحاته و نظامه الإقتصادي و الطبقة الجديدة التي حلت محل الأعيان المصريين).
و ما من أمة تحقق استقلالها و تقدمها إلا تحت قيادة طليعتها المثقفة، شرط أن ترتفع الطليعة إلى مستوى ثقافة عصرها، و شرط أن تنجح فى تجميع و توجيه طاقات الجماهير فى اتجاه التحرر و كسب القوة المادية القادرة على إنجاز متطلبات المرحلة التاريخية”
“( الذين يريدون ثوره نقيه تماما “فلن يعيشوا حتي يرونها”! )”