اقوال ميخائيل نعيمة
ميخائيل نعيمة من أشهر المفكرين في لبنان، ويعتبر ضمن الأشخاص الذي قادوا النهضة التي كانت بها، وكان يدعوا إلى التجديد، ولقد اهتمت المكتبة العربية كثيرًا بجميع ما كتب وجميع ما كتب عنه، حيث أنه شعار، ويؤلف مسرحيات، وقاصي، وفي نفس الوقت ناقد، وكتب العديد من المقالات، إضافةً إلى أنه متأمل في نفس الإنسان، وبعد رحيله كان له أثير كبير وواضح حيث أنه كتب العديد من الكتابات التي تدل على مدى إبداعه.
اقتباسات ميخائيل نعيمة
جذور اللذة في الألم، وجذور الألم في اللذة، أما السعادة فلا جذور لها ألبتة.
دقيقة الألم ساعة وساعة اللذة دقيقة.
إذا مشيت في شوارع المدينة أزعجتني مناظر كثيرة، وبعضها كان كالخناجر تطعنني في الصميم، فهذا الضابط الكبير في الجيش ـ لماذا يتبختر في مشيته كأن له ديناً في ذمة الكون؟ ألعله يعتز بالسيف على جنبته أم برنّة مهمازيه؟ وأي خدمة تراه يسديها إلى العالم؟ إنه يتعلم ويعلم فنّ تقتيل الناس وتدمير العامر من مساكنهم ومزارعهم .. إنه لا ينتج أي خير .. فبأي حق يتجبر ويتكبر؟ وتلك السيدة الملتفة بالأطالس، المتوجة ببرنيطة مثقلة بريش النعام، والجالسة بمنتهى الأبهة والاعتزاز في مركبة تجرها ثلاثة جياد مطهمة ـ من أين أطالسها وريش النعام في برنيطتها؟ ومن أين جيادها؟ وكيف لا تخجل من أن تعرضها على أولئك الذين أبدانهم في الأسمال، ووجوههم لا تعرف الصابون؟ وهذه المخازن الفخمة تشع في واجهاتها المجوهرات ـ أي نفع منها للجياع والعطاش والمهانين والمقهورين وجميع الذين لا قدرة لهم على التمتع بشيء من محتوياتها؟ إن عقداً واحداً فيها، أو سواراً، أو قرطاً، أو خاتماً قد يطعم ألف جائع، أو يكسو ألف عريان، أو يبتاع الدواء لألف مريض .. فكم لعنق سيدة واحدة، أو لمعصمها، أو لشحمة أذنها، أو لخنصرها أن تستأثر بمثل تلك الثروة، وأن يكون لها من الشأن ما ليس لآلاف الآدميين؟
محبة لا تغفر تعيش باسم مستعار
كم من كتاب أفصح ما فيه بياضه
غضبت للحق فغضب الحق علي
كم من ناس صرفوا العمر في إتقان فن الكتابة ليذيعوا جهلهم لا غير
الزيادة في ثروة المادة ، نقصان في ثروة الروح
السلام لا يولد في المؤتمرات الدولية بل في قلوب الناس و أفكارهم
الشتيمة ولا النميمة.
الغرب رمز الطموح، والشرق رمز القناعة.
الدار التي لا تعرف الضيف مقبرة لساكنيها.
وهل العيد إلا أن تسمتع و لو بنعمة واحدة من نعم الوجود التي تفوق العد والإحصاء ؟
التردد ضعف ينجم عن خوف الندم في المستقبل
كان البيت بدون سقف ، وجدرانه المتداعية قد انهار بعضها ، وبعضها مازال واقفاً ، ولكن وقفة العجوز المحدوب المتهالك ، يحاول أن ينتصب بقامته فلا يستطيع .. فحجر قد برز من هنا وآخر من هنالك ، وثالث لو نكزته بعصا لهوى إلى الأرض فى الحال .. ولولا بعض الأعشاب النابتة في بعض الشقوق ، ثم لولا بعض الحشرات والزحّافات التي اتخذت من حجارتها مساكن لها وملاعب لبدت تلك الخربة خالية من كل أثر للحياة .. بل لبدت وكأنها مناحة على الحياة .. أما يحزنك أن تفكر في هذا البيت والذين بنوه والذين سكنوه ، كيف مضوا وتركوه ، وإلى أين مضوا ؟ لكم غنوا وناحوا .. لكم فرحوا بمولود وتحرقوا على مفقود .. لكم أملوا وخابوا ، وصلوا وكفروا ، وأبغضوا وأحبوا .. فقاطعني رفيقي : لقد كانوا بشراً وكفى .. ولكن ما الذي يحزنك من أمرهم ؟ يحزنني .. يحزنني أنهم كانوا ، ثم مضوا فكأنهم لم يكونوا .. كانوا عماراً فباتوا خراباً .. كانوا شيئاً فأصبحوا لا شيء .. ولولا هذه الحجارة الكئيبة تذكرنا بهم لما ذكرناهم.
أتعس القلوب وأشقاها، أرقها حسا وأرهفها شعورا.
متى يُدرك النّاس أن الحق ينفر من كل خصام، و أنهم ما اختصموا يوماً من الأيام إلا على باطل؟
ذمك الأيام لا ينفعك***فهي لا أذن لها تسمعك
متى يُدرك النّاس أن الحق ينفر من كل خصام، و أنهم ما اختصموا يوماً من الأيام إلا على باطل؟
ليس من المنطق في شيء أن تتباهى بالحرية و أنت مكبل بقيود المنطق
و الحرب لو يعلمون لا تستعر نيرانها في أجواف المدافع بل في قلوب الناس و أفكارهم أيضا
إذا كنتم عبيداً في الأرض وقيل لكم: ازهدوا في حرية الأرض، ففي السماء تنتظركم حرية لا توصف .. اجيبوه: من لم يتذوق الحرية في الأرض لن يعرف طعمها في السماء.
حبذا النسيان لو أن ما ننساه ينسانا ما من نسيان على الأطلاق، بل هناك ذهول طارىء لاغير
عظة الفم دون الفعل استخفاف بالموعوظ وشماتة بالواعظ.
عزة النفس في إهمالها
أيا ليتنا نختتم كل يوم من أيام حياتنا بمحاسبة دقيقة نجريها مع أنفسنا فلا نستسلم للنوم إلا بعد أن نغسل قلوبنا- قبل وجوهنا- من كل ما تجمع فيها من أقذار في خلال النهار .. فلا تغمض أجفاننا على كره لأي إنسان سواء أكان مبعث ذلك الكره اختلافاً في مذهب ديني أو سياسي، أو في الذوق أو في المصلحة .. ولا على حسد أو ضغينه لأي إنسان .. فالكره والحسد والضغينة – مهما يكن مبعثها- أوساخ لا يليق بالقلب المؤمن بحقه في الحياة أن يغذّيها بدمه، لأنها في النهاية تفسده.
عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة
فما دامت غايتك من مذهبك الوصول إلى الله وغايتي من مذهبي الوصول إلى الله، فما شأنك معي أيّ طريق أسلك إلى الهدف.
لا يركب الكرى جفونا أقلقها الهم.
الهم والغضب واليأس أعدى أعداء الإنسان