قصة عن اهمية التعليم ( قصة أمل طفلة ولكن )
قصة بعنوان
أمل طفلة ولكن..
أمل فتاة في الخامسة عشر من عمرها تقطن في بيت صغير مع والديها بيئتها ريفية بحث يستيقظون صباحا ليعملوا ثم يأخذون قسطا من الراحة في القيلولة أو إلى وقت العصر ثم يستيقظون عصرا ليعملوا في أرضهم من أعمال الزراعة والفلاحة .
جميعهم سواسية النساء كالرجال بل يزيد عناء العمل على النساء فهم يعملون في أرضهم ثم يعودون إلى المنزل ليقوموا بما يحتاجه المنزل أيضا من أعمال من تنظيف المطبخ وغيره من أعمال المنزل التي لاتنتهي وكانت أمل تقوم في الصباح الباكر مع والدها للذهاب معه إلى الأرض ثم تعود لتكمل العمل في المنزل مع والدتها لم تكن أمل ذات طموحات وأمانى تود تحقيقها فمنذ صغرها وهي على هذا الحال نشأت وتربت على الكد و التعب لم تكن تعرف لألعاب الطفولة طريق.
فلم تكن ترى الألعاب والدمى إلا على شاشات التلفاز وأيضا لم تتعلم ولم تعرف للمقاعد الدراسية طريق فأبواها لديهم قناعة تامة بأن البنت كما يقال { ملهاش إلا بيت زوجها } كانت أقصى أماني يومها أن يأتي الليل حتى ترتمي في أحضان وسادتها وترتاح من عناء العمل طيلة النهار.
وفي يوم من الأيام تقدم ابن عمها لخطبتها تقدم إلى أبيها وافق الأب فهو لا يرى لابنته أفضل من ابن عمها يصونها ويحافظ عليها وكأنهم يرون أن الحفظ والصون للزوجه بالقرابة لا بالزواج نعم وافق الأب وأخبر زوجته بأن تخبر أمل بهذا القرار حتى تستعد للقاء .
أخبرت الأم ابنتها بأن تستعد مساء غد لأن ابن عمها سوف يأتي لخطبتها سمعت أمل بهذا القرار المصيري لها وحدها ولكن لم يكن لها الحق في أن ترفض أو حتى في أن توافق فالموافقة قد انتهت من الأب و كأن عقد الزواج لم ينقصه شرط وهو القبول لا الإجبار.
والقبول يكون من العروس كما كان العريس جاء موعد الخطبة واستعدت أمل بكل ما بداخلها من براءة للطفولة تقتل ومن انتهاك لعقلها واستيعابها الذي لا يدرك شيء مما يحدث.
عقلها الذي لا يدرك حقها أصلا فضلا عن ان يدرك حق الزوج بعد ذلك أو مسؤولية تربية الأطفال ومسؤولية زوج وبيت زوجية بكل ما يحمل من أعمال وخلافات نعم فالزواج مسؤولية أكبر مما كانت تتوقع وتتخيل وكيف لها أن تتخيل شيء كان من المفترض أن لا يحدث أصلا وهي مازالت في الخامسة عشر من عمرها انتهت الخطبة وتم الإتفاق على مايسبق الزواج من مهر وشبكة ومؤخر وغيرها .
تزوجت أمل ولم يتغير عنائها وتعبها إلا زيادة من العناء والتعب فبدلا من العمل في أرض بمشاركة والدها ووالدتها وإخوتها أصبحت تعمل في الأرض بمشاركة زوجها فقط فأم زوجها كبيرة في السن ووالده متوفي وليس له إخوة وبدلا من أعمال منزل تساعدها والدتها فيه أصبحت تحمل على عاتقها منزل كامل لوحدها تخدم فيه نفسها و زوجها ووالدته.
مرت الأيام كما هي تتكرر يوميا بنفس النمط ونفس الأعمال ونفس المشاكل ولكن لا تملك أمل إلا الصبر والتحمل والصمت لأنه في الآخر– ملهاش الى بيت زوجها–
حملت أمل فرح الجميع ودعوا لها بأن تنجب ولدا يحمل إسم أبيه وكأن البنت تحمل إسم الجيران فالبنت أيضا تحمل اسم أبيها ولكن الجهل اذا عم يصعب التغلب عليه لم يتغير حال أمل إلا إلى الأسوأ فعناء الحمل والوحام لم يشفع لها في أن يخف من على عاتقها عناء العمل في الأرض و المنزل .
مرت الشهور و الأيام ووضعت أمل طفلة جميلة فرحت أمل وحملتها واحتضنتها فهي لعبتها التي لم تمسك بها طيلة طفولتها قبل التهنئة وقبل الحمدلله على سلامتها وسلامة طفلتها دخلت أم زوجها وكأنها قد أنجبت البنت العشرين أو كأنها هي من أعطت لنفسها واختارت أن تنجب ولدا أو بنتا.
كلمات تؤذي في النفوس تدل على جهل عقيم لا يحتمل حوار أو حتى نقاش
سريعا مرت الأيام والسنين وكبرت أمل واستوعبت ماهي فيه انجبت بنين وبنات أخريات .
أصرت وحاربت حتى تدخل ابنتها للمدرسة أدخلتها واهتمت بها وهنا أثبتت أمل أن فاقد الشيء يعطيه كانت أمل تطلب من ابنتها أن تعلمها شيئا مما تعلمته وبالفعل تعلمت امل من ابنتها أقل حقوقها وهي القراءة والكتابة حتى أتقنت الحروف وكتابتها وأصبحت تجيد القراءة بما يوصل المعلومة قدر الإمكان للسامع وفي يوم من الايام.
جلست أمل تفكر في حالها ومستقبلها وأمسكت بورقتها وقلمها وكتبت إلى كل فتاة تعلمي واعملي على نفسك جيدا كوّني ذاتك وكوّني شخصيتك ثم بعدها سيأتي الزواج كوني رقما صعبا لا تكوني مكررة واعلمي أن الزواج ليس الحياه بل هو جزء يحدث في الحياة فحياتك أنت وذاتك وكيانك .
تعلمي ولاتتركي العلم أبدا مهما كانت الظروف كوّني نفسك أولا حتى تكوني قادرة ومؤهلة على تكوين أسرة ناجحة حقا .إعرفي حق نفسك وذاتك حتى تكوني قادرة على العطاء للآخرين زوجا كان أو أبناء واعلمي أن الزواج آت آت فلا تتسرعي بل تريثي جيدا وفكري ألف مرة قبل الموافقة واعلمي أنك لا تختاري فقط زوجا لكي بل أنت تختارين حياة لك بأكملها تختارين أبا لأبنائك تختارين أبا وأخا وصديقا وحبيبا وزوج تختارين شريك في جميع أمور الحياة واعلمي أن الزواج ليس حلما ورديا يزهو بالرومانسية و العالم السعيد ليس حياة مليئة بالورود و الجمال و السعادة و المال و اعلمي أيضا أنه ليس جحيم كالنار ولا مر كالحنظل هو مسؤولية كبيرة ضخمة جدا فلا
فلا تدخلي باب الزواج إلا وأنت قادرة عليه واعلمي أن ما قبل الزواج غالبا ليس كما بعده فالبدايات دائما تظهر بصورة رائعة وبعد الزواج صبرا ثم صبرا ورحمة ثم صبرا ومودة ثم صبر وصبر وصبر فالإنسان يختلف مع ذاته فكيف إن كان ذاتك مع ذات آخر ولكن إن كنت واعية بالقدر الذي يتطلب لهذه الحياة فهنيئا لك فالحياة بإذن الله مستمرة وإن كان غير ذلك فالله يرحمني ويرحمك وأكرر ثم أكرر اختاري رجلا يجعل لك حياتك كما تحلمين فالرجل هو القائد و هو الزعيم إن كانت حياتك جميلة وممتعة فقد أحسنت الإختيار وإن كان غير ذلك فقد أخطأت خطأي ولكني كنت طفلة لا أعي زواجا والآن لدي أطفال ادعوا الله أن يريني إياهم أجمل مما أنا فيه وأن يعوضني فيهم و بهم خيراً .
تحياتي أنا أمل وكلي أمل في أن يأتي اليوم الذي يكون الزواج فيه للصغيرات و القاصرات جريمة يعاقب عليها القانون عقابا يخيف كل من يفكر في هذه الجريمة وكلي أمل أن يعاقب كل أب يحرم أبناءه من التعليم ذكورا كانوا أو إناثا .
القصة تأليف : أ: سمية سليمان