قصة عن التنمر | داء التنمر قد تفشى
قصة بعنوان
داء التنمر قد تفشى
كثيرون هم في هذا الزمن نجدهم في كل مكان في الشوارع في المدارس في الدوائر الحكومية بل حتى في بيوتنا هم أناس ألسنتهم تطلق من الأذى ما الله به عليم وعيونهم تزدري الأشخاص بطريقة تَنُم عن جهل متوطد في أنفسهم المريضة.
صباح مساء لا يكلون ولا يملون من إيذاء الغير العجيب أن كثيرا منهم يفتخر بنفسه أشد الفخر بل و يبرر أيضا يقول أنا إنسان صريح عفوا أنت لست إنسان صريح بل أنت إنسان وقح وماتفعل وتقول لا ينم إلا عن جهل والصراحة والتحضر بعيدين كل البعد عنهم نعم إنهم المتنمرون .
فهناك تعريف و تعاريف كثيرة للتنمر أبسطها تعريف مفهوم بسيط وهو التدخل في شؤون الآخرين بما يؤذي نفوسهم بقصد السخرية والإستهزاء أو التحقير من الآخر أو بسبب فراغ داخلي فليس أمامه إلا التهكم على الآخرين ليس لديهم ما يشغلهم بأنفسهم فينشغلون بالآخرين كم نفس تألمت وكم من فرح بكلمة انقلب إلى حزن وكم من حلم تحطم وكم من متفائل تشائم وكم طفل بك وكم من فتاة فكرت بالإنتحار بسبب أقوال وألفاظ سخيفة من شخص يمتلك القليل من الأدب والأخلاق والكثير من الجهل واللاحضارية .
ليت الجميع ينظر لنفسه قبل الآخرين ليتنا نصلح من أخطائنا وعيوبنا و نكون قضاة عليها كما نكون على الآخرين .
ليتنا نقتنع أن الشكل الخارجي ما هو إلا من عند الله وبيده وحده لا نشترك معه فيه فلا نفخر بجمالنا الخارجي ولا ننظر لغيرنا بازدراء وكأنهم اختاروا لأنفسهم أو باأيدينا شيء مما نملك افتخر بأخلاقك وحسْبْ.
افتخروا بتعليمكم بثقافتكم بقرائتكم افخروا أولا ً وآخراً بإنسانيتكم فلان يكره فلان و يتنمر عليه ويسخر منه فقط لأنه يختلف عنه في شكله أو يختلف عنه في لونه أو يختلف عنه في دينه ومعتقداته وفلان جسمه متين وفلان جسمه نحيل فلان أقل مني جمال وفلانه جهاز زواجها قليل وفلانه أكثر منها فلانه أنجبت بنتا ولا تنجب إلا البنات وفلانه أنجبت ولدا وأولادها كالشياطين في شقاوتهم يلعبون كثيرا ويصيحون.
فلانة تفوقت في دراستها على فلانة وفلانة أفضل من فلانة فلان تزوج فلانة ولم تتزوج فلانه وكبرت في السن لابد أنها بها ما يعيبها لذلك لم تتزوج يا هؤلاء اريحوا الناس من شروركم وقباحة ألفاظكم .
اتركوا الخلق للخالق . فالجميع سواسية في الحلقة خلقنا من تراب وإلى التراب نعود فجمالك لن ينفعك إن أنت قابلت الله يوما وصحيفتك مليئة بأذية الناس والله سبحانه ذكر في كتابه
( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسىٰ أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسىٓ أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) الحجرات -١١-
و قال: بعض السلف من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعذب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه فإن أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه.
وقال أيضا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس إتقاء فحشه ومعنى إتقاء فحشه أي إتقاء قبيح قوله وفعله وفي لفظ للبخاري يا عائشة متى عهدتيني فحاشا إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس إتقاء شره وفسر ابن حجر قوله اتقاء شره أي قبح كلامه.
وقيل تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة .و قال أحمد شوقي إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
و لعظيم منزلة الخلق فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه وأخيراً انشغلوا بأنفسكم وعقولكم ارتقوا بأخلاقكم فالجميع إلى تراب الجميع إلى النهاية .
وما ذكرت من التنمر إلا قليلاً فالتنمر أيضاً يكون بالتعدي الجسدي وليس اللفظي فقط .
ولكن الذي شاع وكثر هو التعدي اللفظي .. والتنمر بالألفاظ .
فليقف المتنمرين و ليقولوا لأنفسهم . كفى إيذاء .
القصة تأليف : أ: سمية سليمان