المستحاثة لوسي , ما هو ومتي تم أكتشافه ولماذا تحتفل به جوجل
المستحاثة لوسي
نتحدث اليوم عن المستحاثة لوسي التي قام موقع جوجل يوم 24 نوفمبر 2015م، بتغير شعاره للاحتفال بالذكرى السنوية 41 لها، حيث تم اكتشافها عام1974م لتصبح الى الان من اهم الاكتشافات التي تم العثور عليها في الدولة الاثيوبية، لنضع الكثير والكثير من علامات الاستفهام والتعجب على هذا الكائن الغريب الذي تم اكتشافه، ولذلك نطرح سؤلا يوضح لنا ما هي المستحاثة لوسي؟!
من هي المستحاثة لوسي؟!
هي هيكل عظمي أطلق عليه اسم لوسي وتحمل الرمز (A.L.288-I)، وهي تشبه التركيب التشريحي للشمبانزي بدرجة كبيرة، وتمتلك حجم مخ بنسبة أصغر من الحجم الذي يمتلكه الإنسان العاقل، أما عظام الحوض والأطراف السفلية فهي تتشابه في وظيفتها مع عظام الإنسان بالرغم من صغر حجمها، ويوضح هذا التشريح المشية القائمة التي كانت تمشيها.
لماذا أطلق عليها المستحاثة لوسي؟
المستحاثة تعني في اللغة العربية “المدفونة في التراب مكان موتها” فقد جاءت المستحاثة على وزن دقيق لتعبر بشكل أكبر على معنى هذه الكلمة حيث ذكرت انها…….
- كلمة حوث تدل على الاختلاط بتراب الأرض.
- مدفونة غصب عنها.
لوسي أطلق عليها هذا الاسم حين تم التنقيب عليها، فذكر ان عمال التنقيب كانوا يغنوا اغنية(لوسي)لفرقة البيتلز البريطانية، ولذلك تيمنا بهذه الأغنية أطلق عليها لوسي.
متى وأين تم اكتشافها؟
تم اكتشافها عام 1974م على يد العلماء دونالد جونسون، موريس تاييب، وتوم جاري، وعند اكتشافها بدأوا في البحث في علم نشأة الانسان، وقد ذكر ان المستحاثية لوسي تمثل الحياة الانتقالية بين الصفات التشريحية للإنسان والقردة، فهي من صنف أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس والتي عاشت وماتت منذ 3.2مليون سنة، وقد عثر عليها في متاهة الأودية الضيقة في منطقة عفر بالدولة الاثيوبية.
وفي عام 1975 اكتشف العلماء 13 هيكلاً آخر من نفس الجنس فيما يدل على أنه كانت هناك جماعة منها ثم أصيبت بكارثة طبيعية فيضان أو غيره ذلك، وادى هذا الاكتشاف إلى معرفة الكثير من حياة هذا الجنس شبه البشري وعلاقاته الاجتماعية، واعتبرها بعض العلماء أنها بداية الجنس البشري.
اضرار الحبة السوداء على الكلي , تعرف علي الأضرار التي تسببها حبة البركة
ماذا قال العلماء والباحثين عند تشريح المستحاثة لوسي؟
عند التشريح للمستحاثة لوسي وضح العلماء والباحثين ان الحوض يحمل بعض أوجه الشبه مع الحفريات التي تشبه الإنسان وتحديد نوع Australopithecus STS 14 africanus، وفي عام 1979 أثناء مؤتمر الجمعية الأمريكية للأنثروبولجيين قدم لوفجوي بحثه حول تجميع هيكل لوسي ان عظام الركبة والرضفة ولقيمات العظم تتشابه مع الصفات الحركية للإنسان، وذكر في بحث اخر ان الأطراف العلوية للمستحاثة لوسي تتشابه في تكوين العضد والساعد والكتف مع القردة، وأنها في حياتها بلغ طولها 1.1 مترا ووزنها 29 كيلوجراما.
وفي العام 1980 تم نشر كتاب “بدايات الجنس البشري” من تأليف الكاتبين “جونسون وإيدي”، حيث ذكروا في الكتاب أن لوسي لم تكن تستطيع تسلق الأشجار بكفاءة، وأن الطول النسبي لعظام الأصابع وانحناء عظام الرسغ لدي المستحاثة لوسي، وإن كان يقترب من عظام القردة، إلا انه لا يسمح بالتسلق بنفس الكفاءة، حيث أن هذا يمثل مرحلة وسيطة بين الإنسان والقردة، فبالإضافة إلى أن فحوصات الحوض والفخذ والركبة بينت القدرة على المشي بخطوات تكاد تطابق الأداء الحركي للإنسان الحديث.
وفي عام 1982 قام العالم “في دسمان” بسلسلة أبحاث قارن فيها بين القياسات المترية لعظام الساعد لدي مجموعات القردة والإنسان الحديث وبعض الهياكل والحفريات، وقرر ان المستحاثة لوسي تمثل مرحلة بدائية على الأرض، قد تكون النقطة التي بدأ عندها الانفصال النوعي بين Hominid (شبيه الإنسان) و Mongid (وهي العائلة التي تجمع الشمبانزي والغوريلا والأورانج).
وفي عام 1983 قام العالمان “ستيرن وجونكر” بنشر بحثهم عن الأداء الحركي للوسي، وتبعه على مدى عقدين مجموعة هامة من الأبحاث المتصلة التي أوضحت بشكل محدد التشابه والاختلاف بين لوسي والإنسان الحديث من جهة وبينها وبين القردة العليا من الجهة الأخرى.
وفي نفس العام 1983 نشر العالم “جونكرز” أبحاث أخرى قال فيها عن النسب القياسية لأطراف لوسي، حيث أوضح قصر عظام الفخذ والعضد مقارنة بالإنسان الحديث، واستنتج أن قدرتها علي تسلق الأشجار أقل من القردة، وقدرتها على الركض أقل من سرعة الإنسان الحديث، وهو ما يتفق مع استنتاجات “جونسون وإيدي”.
وفى عام 1990 نشره العالم “كوري” بحث عن المستحاثة لوسي يوضح فيه بانها نسبة طول عظام الساعد إلى عظام الفخذ لديها مقارنة بفصيلتين من الشمبانزي (أقرب القردة العليا الحالية للإنسان الحديث) والغوريلا من جهة، ومن جهة أخرى بينها وبين عظام الإنسان الحديث.
وأوضح ” كوري” بأن النتائج التي جاءت بعد البحث الدقيق أن الإنسان يمتلك أذرع أقصر من الشمبانزي (مقارنة بطول الأرجل)، ووضعت النسب لوسي بين الاثنين تماماً، وكانت نسبة عظمة الساعد إلى عظمة الفخذ عند لوسي 84.6%، وعند الشمبانزي 97.8%، وعند الإنسان الحديث 71.8%.
أضرار ومخاطر الإنترنت واستخدامه الوقت طويل سواء كمبيوتر أو هاتف
ما الذي قام به العلماء من أجل المستحاثة لوسي؟
قام العلماء بتصميم نموذجي لشكل لوسي بما فيه القدم وبما يتناسب مع اكتشافاتهم وتحليلاتهم، والعمل على تعديل النموذج وتطويره بهدف فهم أكثر للنظام الحركي وأسلوب المعيشة للوسي، ولعل واحدة من أحدث المحاولات لتصميم هذا النموذج هي ما قامت به Berge& Daynes وقد استخدموا الآتي……..
- حفريات من نفس الجنس (AL417 – AL 444-2 – AL 288).
- الصفات التشريحية والنظام البيو ميكانيكي للقردة العليا لتصميم الجهاز العضلي ومعادلات التوازن الحركي.
- آثار الأقدام المكتشفة والتي تعود للـ hominids (Laetoli footprint).
- نتائج الأبحاث السابقة عن الوظائف الحركية والبيولوجية للوسي مع الأخذ في الاعتبار الدرجات المتفاوتة من الشبه والاختلاف بينها وبين القردة والإنسان.
وقد قاموا بتصميم القدم تحديداً حينما استعانوا بنماذج تقديرية بعد اختبارها على الشمبانزي والقردة العليا والإنسان لتحديد نقاط الارتكاز وتحمل الوزن وانتقال مركز ثقل الجسم أثناء الوقوف الحركة والركض بالإضافة إلى توزيع الجهد العضلي في حالة استخدام قدمين أو أربعة.
وفي عام 2005 قام العالم سيلرز دراسة يؤكد دقة هذا النموذج، حيث قام ببناء نموذج حاسوبي لحساب النمط الحركي الأكثر ملائمة من حيث القامة والتكوين التشريحي والنشاط المعيشي وتوفير الطاقة، وقبل تطبيق النموذج على لوسي قام باختباره لتحديد النمط الحركي للإنسان، وحينها أثبت ان النموذج له درجة تماثلية في توقع الأنماط الحركية، ومن ثم قام بتطبيقه على لوسي في مختلف ظروف الحركة والتسلق والركض، وبقياس معدلات انقباض العضلات وطول الخطوات وسرعتها، بين النموذج أن لوسي كانت كائناً يتحرك على قدمين بشكل كامل.
ماذا قال العلماء والباحثين المعارضين للمستحاثة لوسي؟
عندما ظهرت المستحاثة لوسي تصدرت الأقاويل على انها هي بداية النشأة البشرية، ولذلك رد المعارضين العلماء والباحثين ينفون ان لوسي من سلاف البشر، حيث وضحوا ان لوسي تمشي على قدمين ولكن وجهها مسطح، وهذه الصفة معروفة لوجه القرد اورنتاغان الياباني، كما ان المستحاثة لوسي تفتقد الى حجم الدماغ البشري المميز للإنسان، وبعد بحث العلماء اثبتوا ان المستحاثة لوسي لم تستعمل النار أو الأدوات، ولذلك أصر الباحثين على رائيهم ان المستحاثة لوسي هي مجرد قردة منقرضة أثيرت حولها حملة إعلانية، وهى المستحاثة لوسي لا توجد منها بقاياها سوى 40% من الهيكل إضافة إلى أن ما سمى بطفل لوسى يسبقها بمائة ألف عام.